كل صراعات العالم الثالث واليمن ضمنها تقوم بها رأسمالية التوحش، بهدف كسب المال ونهب الثروات، من خلال التدمير والتنظيف والتعمير، هي حرب مستمرة في تاريخنا المعاصر، منذ بداية حقبة الاستعمار لليوم، تغيرت الوسائل والهدف واحد، إفردوا خارطة عالمنا العربي والاسلامي، تجدون تدمير للأوطان، وتفكيك للدولة والهوية الوطنية، وتكريس للكراهية، وبناء مليشيات العصبيات، وكل هذا يتم بأموالنا وأنفسنا ودمائنا، تدمير ممنهج للوعي والأنفس والأوطان، ونحن نتقبل ذلك بسبب الغفلة التي نعيشها، وبسبب هجران القرآن، الجامع للأمة، المؤلف لقلوبها، واتباع كتب المذاهب، المفرقة للأمة، بفقه العصبية، وعلى رأسها فقه الإمامة، والوصية، وولاية الفقيه، هذه الغفلة أفقدتنا استخدام عقولنا واسماعنا وأبصارنا، فسقطنا لمرتبة أضل من الأنعام، كما وصف الله في كتابه الذي هجرناه، ونحن في اليمن جزء من هذا العالم ومشروع التآمر عليه، لم نعرف الاستقرار طوال العقود الماضية، لا نكاد نخرج من حرب حتى ندخل أخرى، على مستوى الشطرين والشعبين والدولتين، صراع وحروب سبقت دولة الوحدة، ورافقت الوحدة، وما بعد الوحدة واليوم،
يخوض اليمنيون هذه الحروب والمعارك تحت مسميات مختلفة، وجميعهم غير مدركين أنهم أدوات ووقود لهذه الحروب، يقتلون بعضهم، ويدمرون وطنهم، ويمزقون شعبهم، لصالح رأسمالية التوحش، التي تدفعهم نحو حلم العصبيات، والهيمنة على السلطة والثروة، بينما واقعاً هي تدفعهم لتحقيق هيمنتها على وطنهم وثرواتهم، وهم منقادون دون بصر وبصيرة، لتحقيق اهدافها لا أهدافهم.
هذه باختصار نكبة اليمنيين، العصبية ولعنتها، تسوقهم وقودا لمواقف وحروب الغير، منذ سيف بن ذي يزن، مروراً بالسقيفة، والصراع القرشي بين الهاشميين والأمويين والعباسيين، حتى رأسمالية التوحش اليوم، تتغير مسميات الغير، فهم يقرأون تاريخنا، ويستغلون عصبياتنا وجهلنا، ونحن لا نقرأ تاريخنا ولا تاريخهم.
فثقافة العصبيات ودولها ادخلت اليمن بحروب لم ولن تنتهي، ولن تخرج منها، إن استمرت ثقافة العصبية بمختلف مسمياتها، مهيمنة على العقل اليمني.
وفي لحظة وفلتة تاريخية فارقة إجتمع اليمنيون، تحت سقف الحوار الوطني، وخرجوا منه بمشروع جامع، هو مخرجات الحوار الوطني بدولته الاتحادية، مشروع يقيم دولة الوطن لا دولة العصبية، دولة المواطنة الواحدة والمتساوية، لا دولة العصبية، العنصرية، أو القبلية، أو المناطقية، أو المذهبية، أو الحزبية.
تحية للشرعية اليمنية السابقة ممثلة بفخامة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، الذي في عهده تم الحوار ومخرجاته ومشروعه، وتحية للشرعية الحالية ممثلة بفخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، وزملائه اعضاء مجلس القيادة، الساعين لاستعادة مؤسسات الدولة من إنقلاب مشروع عصبية الفقه الإمامي ، وبناء الدولة الاتحادية، مشروع الوطن الواحد والمواطنة المتساوية، ومنع دويلات العصبيات، وتحية لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة، فبهم جميعاً، وبوعينا جميعاً، وخروجنا جميعاً من ثقافة العصبيات والمليشيات، سيكون خلاص اليمن، من حروب العصبيات الدائم، وتحقيقًا للسلام المستدام والمأمول.
جمعتكم ولاء للشرعية، والمشروع، وتحالف دعم الشرعية، والوعي بما تفعله العصبيات وراسمالية التوحش بنا ويمننا، والوعي بما سببه لنا هجر القرآن عبر التاريخ.