الجمعة ، 26 ابريل 2024
أخبار

دبابة “أرماتا” يمكنها غزو المريخ ودحر “أبرامز” الأمريكية

 

غزو المريخ وحرب الفضاء ساحة للصراع بين القوى الكبرى، وتتمتع الدبابات الروسية أرماتا بقدرات خارقة تجعلها تعمل بكفاءة تامة في الأجواء الباردة وتتفوق على دبابات أبرامز الأمريكية، لكن هل التقارير حول خطط إرسال أرماتا T-14 إلى المريخ دقيقة فعلاً؟

 

مجلة The National Interest الأمريكية نشرت تقريراً بعنوان: "هل تُخطّط روسيا لإرسال الدبابة أرماتا T-14 إلى الفضاء؟"، ألقى الضوء على المقارنة بين الدبابة الروسية أرماتا ونظيرتها الأمريكية أبرامز والتي بات واضحاً أنها تصب في صالح أرماتا.

 

تفوُّق أرماتا في المريخ تذكّر التالي: ليست الابتكارات الروسية في مجال تشغيل الدبابات الباردة أمراً مُفاجئاً. ولو كانت هناك أيّ دولة قادرة على تشغيل دباباتها في أجواءٍ باردة، فهي روسيا. إذ أُصيب النازيون بالذهول لبراعة الروس في إبقاء مركباتهم تعمل وسط أعنف العواصف الثلجية.

 

وتُعَدُّ الدبابة الروسية الجديدة أرماتا T-14 واحدةً من أكثر الدبابات تطوّراً في العالم. وهي متقدّمةٌ للغاية في الواقع لدرجة أنّ الدول الغربية تخشى أن دباباتها الأمريكية من طراز أبرامز M-1 قد عفا عليها الزمن.  

أرماتا قادرة على القتال في الفضاء وكان أول ظهور للدبابة أرماتا T-14 عام 2015 في الاحتفال بيوم النصر الروسي، حيث تم استعراض 7 دبابات منها، وتلا ذلك استعراض المزيد في احتفالات العام التالي، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها يفترض أن تتسلم 2300 دبابة في العام الجاري.

 

ويعتبر هذا النموذج الخارق من الدبابات إضافة هامة لصناعة التسليح الروسية التي تمتلك أيضاً طائرات عسكرية تتمتع بقدرات فائقة في سلاح الجو مثل المقاتلة سو-27 وسو-30 وهي النماذج الأقدم من طائرات سوخوي التي تنافس حاليا المقاتلة الأمريكية الشبحية إف-35.

 

لكن أرماتا ليست مجرد دبابة استثنائية، بل إنّها دبابةٌ عابرةٌ للكواكب؛ حيث تستطيع العمل فوق سطح المريخ وفقاً لوسائل الإعلام الروسية.

 

هل تحارب في الفضاء؟ وزعم عنوانٌ على موقع شبكة Sputnik الروسية الناطقة بالإنجليزية قبل عدة سنوات: "بدايةٌ ساحرة: محركات أرماتا تجعلها صالحةً للعمل في درجة حرارة المريخ". وجاءت الأنباء في أعقاب تقارير وسائل الإعلام الروسية الشهر الماضي حول مقاتلات ميغ-41 المستقبلية التي ستكون قادرةً على الطيران في الفضاء الخارجي.

المريخ وحتى لا تشعر بالقلق من أنّ فلاديمير بوتين يُخطط لغزو الكوكب الأحمر الغاضب برجاله الخضر الصغار، فقد تبيّن أنّ الحقيقة أكثر تواضعاً بكثير، إذ إنّ شبكة Sputnik التي لا تخشى التباهي بروعة التكنولوجيا العسكرية الروسية استشهدت في الخبر بمقالةٍ من صحيفة Izvestia الروسية.

 

فقد وصفت مقالة الصحيفة التكنولوجيا الجديدة، من تطوير الشركة الروسية Renova، التي تسمح لمحرك الديزل على أرماتا بالتشغيل في درجات حرارة منخفضة تصل إلى -50 درجة مئوية. ويستخدم النظام مكثفات فائقة لتخزين كميات كبيرة من الكهرباء يُمكن استخدامها لتشغيل الدبابة قبل أن تبدأ حتى في تشغيل المحرك. وهو النظام المستخدم في السيارات الهجينة مثل بريوس من شركة تويوتا، التي تستخدم محركاً كهربائياً يعمل بالبطارية على سرعات منخفضة ثم يتحوّل إلى العمل بمحرك البنزين مع تسارع المركبة.

 

بينما قال ميخائيل ليفشيتس، خبير شركة Renova، لصحيفة Izvestia: "لقد أجرينا اختبارات شاملة للمكثف الفائق من أجل تشغيل محرك الديزل الخاص بالدبابة في الأجواء الباردة. إذ تركنا الدبابة لعدة أيام في البرد. وفقدت البطاريات قدرتها بالكامل. لكنّنا، وباستخدام محطة الطاقة المتنقّلة فوق مُكثّفٍ فائق… تمكّنا من تشغيل المحرك البارد عدة مرات متتالية".

 

ماذا عن الدبابات الأمريكية؟ وتسمح التقنية للدبابة بحمل بطاريات أصغر، مما يُوفّر مساحةً لحمل المزيد من الوقود والذخيرة. فهل تمتلك الولايات المتحدة تكنولوجيا مماثلة؟ لم يرد مركز أبحاث وتطوير وهندسة دبابات ومركبات الجيش الأمريكي على طلبات التعليق. في حين رفضت شركة Honeywell، التي تصنع محركات AGT1500 التوربينية التي تعمل بالوقود في دبابات أبرامز، مناقشة قدراتها على تشغيل المحركات في الأجواء الباردة.

 

ورغم ذلك، لم تذكر مقالة Izvestia شيئاً عن تشغيل الدبابات على المريخ. وربما يرجع السبب إلى أنّ المريخ أكثر برودة من سيبيريا. فمع غلافٍ جوي رقيق للغاية بدرجةٍ تمنعه من الاحتفاظ بالحرارة، نجد أنّ درجة الحرارة المتوسطة على المريخ هي -62 درجة مئوية، بينما تصل درجات الحرارة داخل المناطق القطبية في الشتاء إلى نحو -126 درجة مئوية.

 

هل فقدت الدبابة الأمريكية أبرامز تفوقها الميداني؟ في حين تصل درجة حرارة بلدة أويمياكون السيبيرية، المُصنّفة كأبرد بلدة مأهولة بشكلٍ دائم على سطح الأرض، عادةً إلى نحو -51 درجة في الشتاء. كما أنّ مُحرّك الاحتراق الداخلي سيختنق بحثاً عن الهواء في أجواء المريخ.

 

وعلى أيّ حال، فإنّ إنزال دبابة يصل وزنها إلى 50 طناً على سطح المريخ سيُمثّل تحدّياً: لأنّ مركبة الإنزال فايكينغ الخاصة بناسا عام 1976 لم تزن سوى 589 كيلوغراماً فقط، في حين لم يتجاوز وزن مركبة أبورتيونيتي غير المأهولة الصغيرة -التي جابت أرجاء المريخ لمدة 30 عاماً- الـ180 كيلوغراماً. كما يغار الكوكب الأحمر الغاضب على خصوصيته بشدة: إذ تعطّلت، أو تحطّمت، أو اختفت أكثر من نصف المهمات التي انطلقت قاصدةً المريخ.

 

وبالنسبة لخط دفاعه الأخير، يستطيع المريخ الاعتماد على شخصية مارفن المريخي الكارتونية ومدفعه الفضائي الشهير؛ لذا يجب على دبابات الكرة الأرضية أن تتوخّى الحذر.