الثلاثاء ، 23 ابريل 2024
هموم الناس

دراسة: الأمهات اللواتي يعانين من الاكتئاب قبل الحمل ينقلن هذه الأعراض لأطفالهن

 

 

 

خلص بحث جديد إلى أن الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من ارتفاع مستويات الاكتئاب قبل الحمل وبعد الولادة، أكثر عرضة للتطور العاطفي والمشاكل الاجتماعية والأكاديمية خلال فترة الشباب.

وأجرى باحثو علم نفس بجامعة كاليفورنيا دراسة على مجموعة من الأمهات وأبنائهن، استمرت لمدة سبع سنوات، وتتبعت الدراسة الأمهات وذريتهن من مرحلة ما قبل الحمل وحتى سن الخامسة للأطفال وبحسب الدراسة هي السنوات التي توضح كيف أن التغيرات في مستوى اكتئاب الأمهات بمرور الوقت قد يؤثر على سلوك الطفولة المبكرة والرفاهية العاطفية.

وقالت المؤلفة الرئيسية وطالبة دراسات عليا في علم النفس في جامعة كاليفورنيا غابرييلا رين : "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الزيادات في أعراض اكتئاب الأم من مرحلة ما قبل الحمل إلى ما بعد الولادة تساهم في انخفاض انتباه الأطفال وتحكمهم في السلوك مما قد يزيد من مخاطر حدوث مشكلات على مدى الحياة".

وأضافت: "يجب أن يعلم الآباء مع ذلك  أنه يمكن معالجة هذا من خلال التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة."

وقام الباحثون في الدراسة المكونة من جزأين أولا بتحليل بيانات 362 امرأة، معظمهن من السود أو اللاتينيين ومن خلفيات منخفضة الدخل، تم جمعها كجزء من دراسة أجرتها شبكة صحة الطفل المجتمعية، وهي تعاون بين علماء الصحة من جامعة كاليفورنيا، وغيرها من المؤسسات، جنبا إلى جنب مع الشركاء المجتمعيين، التي بحثت في التفاوتات في صحة الأم والطفل بين الأسر الفقيرة والأقليات.

وتمت متابعة النساء وجميعهن كان لديهن طفل صغير، من خلال حمل لاحق وتم إجراء مقابلات معهم في أربع مناسبات حول أعراض الاكتئاب، مرة قبل الحمل ومرتين أثناء الحمل ومرة ​​أخرى بعد ثلاثة أشهر تقريبا من ولادة طفلهن - مع الباحثين تتبع كيفية تغير هذه الأعراض بمرور الوقت.

وأبلغ ما يقل قليلا عن 75 في المائة من النساء عن أعراض منخفضة للاكتئاب لم تتغير خلال فترة الدراسة، في حين أن 12 في المائة عانين من أعراض منخفضة زادت بشكل ملحوظ و 7 في المائة عانين من أعراض عالية باستمرار.

تابع الباحثون في الجزء الثاني من الدراسة 125 من هؤلاء النساء بعد عدة سنوات، عندما كان أطفالهن في الرابعة من العمر، أو في سن ما قبل المدرسة، طُلب من الأمهات أن يصفن بالتفصيل مزاج وسلوك أطفالهم، لا سيما تجاربهم مع الاضطراب العاطفي وقدرتهم على تنظيم عواطفهم.

وطلب من الاطفال في سن الخامسة القيام بمهمة تتطلب اهتماما مركّزا، عند النظر إلى شاشة iPad تعرض سلسلة من الأسماك، طُلب منهم تحديد الاتجاه الذي تواجهه السمكة في المنتصف مع تجاهل اتجاه جميع الأسماك الأخرى، أوضحت رين إن الدرجات الأعلى في هذه المهمة تعكس قدرة أكبر على التركيز وتثبيط الانتباه إلى المنبهات المحيطة.

كان أداء أطفال الأمهات اللاتي زاد اكتئابهن منذ ما قبل الحمل وخلال فترة ما بعد الولادة أسوأ بشكل ملحوظ في مهمة شاشة iPad من أولئك الذين أبلغت أمهاتهم عن أعراض منخفضة للاكتئاب باستمرار، ومن المثير للاهتمام، أنه لم تكن هناك فروق في الأداء بين الأطفال الذين عانت أمهاتهم من اكتئاب مرتفع باستمرار وأولئك الذين كانت أمهاتهم يعانون من الاكتئاب المنخفض باستمرار.

وقالت كبيرة المؤلفين كريستين دنكل شيتير، أستاذة مميزة في علم النفس والطب النفسي بجامعة كاليفورنيا: "تشير هذه الدراسة إلى أن نمطا من زيادة الاكتئاب قد يؤثر سلبا على الأطفال"، وأشارت إلى أنه ليس كل هؤلاء الأطفال متجهين إلى مواجهة المشاكل، لكنها أكدت أنهم معرضون بشكل أكبر لخطر المشكلات الاجتماعية والعاطفية والسلوكية في المدرسة.

وأضاف دنكل شيتير: "يجب على الأمهات اللواتي يعانين من الاكتئاب أو التوتر في أوقات متعددة أن يعرفن الآثار التي يمكن أن يحدثها ذلك على الأطفال الصغار، يمكنهم طلب التقييم والعلاج من طبيب أو متخصص في الصحة العقلية لأطفالهن وأنفسهن."

وقالت رين: "إن إضافة طفل إلى الأسرة يعد تعديلا عاطفيا ونفسيا هاما يمكن أن يشمل الفرح والضيق، اكتئاب الأم هو أحد أكثر مضاعفات الحمل والنفاس شيوعا".

وأشارت إلى أنه في مقاطعة لوس أنجلوس، تتراوح تقديرات الاكتئاب أثناء الحمل وفي الأمهات الجدد تصل إلى 25%.

وقالت رين إن نتائج الدراسة تدعم "أهمية رعاية الصحة العقلية الشاملة في فترات متعددة من دورة الحياة الإنجابية ، تبدأ حتى قبل الحمل وتستمر بعد ذلك، خاصة للأمهات اللاتي يشعرن بمستوى مرتفع من الضيق في أي وقت".